الزمان: الخميس 21 نونبر 2013 م المكان: شارع علال بن عبد الله بالمدينة الحديثة"حمرية".
حافلات، وسيارات نقل، وعربات خاصة نساء ورجال ،أطفال وشباب،واجهات زجاجية معظمها يحمل " " لم أهتم بشيء من كل ذلك.solde عبارة: "
ما أن رن الهاتف في جيبي، حتى أسرعت لاستقبال المكالمة،كانت برقم مجهول:"أستاذ هذا" هو هدا، اشكون انت؟ "حاول تدكر" أمينة... ماشي معقول ،حرام عليك ،اتصلي بالرقم الخاص ظهر الرقم على شاشة الهاتف : 70......06 كلام فيه من الأنوثة ، والدلال ما اضطرني إلى العودة بعقارب ساعة الذاكرة إلى الوراء غرقت في أحلام اليقظة، سافرت عبر الزمان والمكان .ألم فضيع، جرح عميق ينزف...
تركيب أرقام هاتفها صار لعبتي المفضلة لا يوقفها غير التسجيل الصوتي :"اعتمادكم غير كاف" ما أجبرني على التعبئة السريعة . تفريغ شحنات عاطفية قوية، ممزوجة بغير قليل من لوعة العذاب، ولهيب الشوق ولأمر ما جنحت الكلمات.عن التصريح .وقديما قالوا:"التلميح أبلغ من التصريح " فاستشهدوا بقول الشاعر: "أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة مذعور ولم تتكلم فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم".
إكتشفت ذكاء متميزا، ومستوى فكريا عاليا،تجاوبا مثيرا زاد من حدة الأمر طلبت الدخول إلى الأجواء بدون جواز و لا تأشيرة ،ولا إدارة جمارك.تمت المصادقة على الطلب.منعطف جديد نحو طريق مسدود قواسم مشتركة: صبر- طموح – تحدي- إرادة لا تقهر.صوتها مهيج، يثير الحنين ،ويذكي جذوة الحب ويدغدغ المشاعر: محال واش انساك البال. محال إسمك إتمحى...أجمل وردة في بستان قلبي . اليوم نعاسي محال. تفكير متصل، ودائم أداعب الخيال،وأرحل خلف الصور التي بقيت في فيلم الذاكرة أطاردها عبثا كمن يطارد خيط دخان أروع صورة أنا وهي واقفين تحت ضوء القمر وهي بعيني أحلى قمر على مقربة من روض أطفال . "هرمـت فـردي الـطفولـة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع لعش انتظارك"
أمسكت بيدها اليمنى كالغريق وعدتني غدا سنلتقي. بت ليلتي كطفل حائر وسط مئات الهديا و الأم تقنعه ألا يأخد أجملها إلا صباح الـعيد. يفرح ويترقب لكن النوم يقطع خيط الأمل عـندما يسطو عليه بهمـجية المغول أما أنا فلا جيوش الإنكشارية ، ولا جيوش النازية و لا المـارينز ، ولا كل جيوش الدنيا تستطيع أن تهزم فرحتي أو تغتال انتظاري. أعـد الدقـائق ثواني جمر لم تـأت في الموعد. قررت الرحـيل ومـا أصعبه من قرار...
أجريت الاتصال مرتين تحدثنا في تفاصيل التفاصيل:أشنو لابسة الحبيبة ؟ا لطويل ولا القصير؟ مازال ما نعستيش؟ فاش كتفكري؟.. . بغيت نمشي للسوق وغادي نسافر لمراكش. حاولت الاتصال دون جدوى . ردت:"مشيت عند شي ناس"smsكتبت رسالة
وبعد طول انتظار كتبت : "أنا مزالة مسافرة " لم تكشف عن سبب السفر ،ولا عن سبب التأخير كتبت اخر رسالة قصيرة : "لاباس فهاد السيمنة غادي نجي إن شاء الله اونتصل."رسالة أودعت الأمل في نفسي مرت الأيام ببطء. يقول الشاعر:
"نهاري نهار الناس طال حتى مللته وليلي إذا ما جن الليل أطول"
كتبت رسائل لم أتلق عنها جوابا ...حاولت الاتصال ثانية وثالثة العلبة الصوتية وما ألعنها من علبة. سافرت إلى مدينتها بيع البيت، فاستأجرت منزلا في حي بعيد سألت عنه سؤال المجنون عن ليلاه.قالوا قرب المسجد ،وقالوا: قرب جمعية الجيل الجديد وقالوا أخيرا قرب مقبرة المدينة ،لأن الأمل مات فكما رحل النهار هي لن تعود...